Ping your blog, website, or RSS feed for Free

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

عادات شعب المايا


كان الإنسان في حضارة المايا القديمة يعتقد أن الفجوات الموجودة في صخور الغابات التي تحتوي على مياه شديدة النقاء، ما هي إلا بوابات للعالم السفلي وعرش إله المطر الذي يهدد الكون دائما والذي يتعين تهدئته بقرابين بشرية.

والآن فإن هذه الفجوات العميقة بالصخور الجيرية التي تحتوي على المياه في أسفلها تخرج اكتشافات علمية ربما يكون من بينها وسائل لعلاج مرض السرطان.

وفي ريفييرا مايا وهي شريط من المنتجعات السياحية في الكاريبي، بما في ذلك موقع تولوم الأثري الشهير، يوجد أكثر من 500 فجوة صخرية بعضها ينفذ إلى الغابات في حين أن فجوات أخرى بها ثقوب صغيرة للغاية مثل فتحة العين تسمح بدخول ضوء الشمس وجذور الأشجار.

ويقوم الغواصون بالنزول إلى تلك الفجوات التي تزخر بها شبه جزيرة يوكاتان لاكتشاف شبكة أنهار هائلة تحت الأرض.
وتمكن الغواصون حتى الآن من رصد 650 كلم من القنوات التي تشكل جزءا من دلتا نهر هائل تحت الأرض يصب في البحر الكاريبي وهو ما اعتبر مجرد بداية.

ويجري العلماء دراسات حول شبكة من الكهوف والدهاليز التي شكلتها مياه الأمطار التي تمر عبر الحجر الجيري المسامي ووجدوا ثروة من الآثار وعظام حيوانات من فترة ما قبل التاريخ.
 
وقد رصد العلماء في السنوات الأخيرة 40 نوعا جديدا من الكائنات أغلبها من الربيان والأسماك العمياء بسبب انعدام الضوء وحيث يندر الأوكسجين الذائب في المياه والغذاء.

كما رصدوا العشرات من الأنواع البحرية الجديدة التي تكيفت على وجه الخصوص لتحمل الظروف البيئية القاسية والتي يمكن أن تستخدم في المجالات الطبية.
 
مركبات مقاومة
ومن بين الاكتشافات المذهلة كائنات دقيقة تعيش في منطقة انتقالية حيث تصب المياه العذبة في البحر الكاريبي وحيوان الإسفنج الذي يعيش في المياه المالحة والذي قد يحتوي على مركبات مقاومة للأورام.

ويقول عالم الأحياء البحرية من جامعة تكساس توم إيليفي في هذا الصدد "البحث ما زال في مراحله الأولى ولكن من الممكن جدا أن يكون للبكتيريا والإسفنج استخدامات بيولوجية طبية محتملة بما في ذلك علاج السرطان".

ومن الاكتشافات الأخرى التي حققها الغواصون الذين يتجولون في تلك الممرات العميقة المظلمة عظام حيوانات عملاقة تشبه الأرانب وحتى الماموث وهي كائنات تعود لما قبل آخر عصر جليدي.

ويقول سام ميتشام وهو من مكتشفي العالم الموجود تحت الأرض ومن المدافعين عن البيئة "عندما نقول للناس إن هناك أفيالا تحت الأرض يعتقدون أننا فقدنا صوابنا".

وقد تسربت المياه عبر الحجر الجيري الذي يشبه الإسفنج مما جعلها نقية وشفافة للغاية حتى أن الغواصين يقولون أنهم يشعرون وكأنهم يعومون في الفضاء.

البيئة السفلية
وتتراوح أعماق عيون المياه من عدة أمتار إلى أعماق كبيرة لم تصل إليها بعد يد الاستكشاف متعدية مسافات يزيد عمقها على 150 مترا.
ويقول ابليفي إن البيئة الموجودة في الأسفل فريدة وهي تضم أشكال حياة لم يكن يتصور أحد على الإطلاق أنها موجودة، ويضيف أن هنالك حاجة إلى مزيد من العمل في الداخل.

ويقول مدافعون عن البيئة إن هذا التطور الهائل لا يتم تنظيمه بالشكل الكافي ويحذرون من أن النفايات التي تخلفها الفنادق والمنتجعات في المنطقة بدأت بالفعل تلوث هذا الكنز الموجود تحت الأرض.

............
حضارة المايا
كانت حضارة المايا واحدة من أعظم الحضارات التي عاشت في المنطقة التي شملت وسط المكسيك جنوباً باتجاه جواتيمالا، بيليز، السلفادور، هوندوراس ونيكارجوا حتى كوستاريكا.

طوّر سكان المايا مجتمعاً منظماً، كانوا من أول من طوّر لغة مكتوبة في العالم، وصلوا إلى مستوى علمي متقدم، وأنشأوا مبان ومعالم كبيرة وثقافة فاقت المستوى الذي كان سائداً ي مناطق مختلفة من العالم.

لماذا اختفت تلك الحضارة ؟؟

المعروف عن المايا أنهم كانوا من أكثر الشعوب إيماناً بضرورة تقديم الأضحيات البشرية خصوصاً للإله فينوس (كوكب الزهرة) والذي كانوا يحضرون له عدداً من الفتية والفتيات لقتلهم عند ظهور الإله فينوس في السماء في مناسبات كانت تأتي كل عشرين عاماً.
حسب اعتقادهم، كانت الأضحيات البشرية بمثابة الطلب من الإله بأن ينقذهم وينقذ حضارتهم، لتجنب التهديدات التي كانت تحيط بعالمهم، اتجه المايا إلى علم الفلك، الذي كانوا أساتذة فيه، وقاموا باستخدام معارفهم الفلكية في التنجيم الذي آمنوا بقدرته على إزالة الأخطار المحدقة بحضارتهم (أو الحد منها).

لهذا قاموا أيضاً بوضع تقويمين، واحد للاستخدام المدني والآخر للاستخدام الديني، وقاموا بحساب مواقع الأجرام السماوية على امتداد مئات السنين لاعتقادهم بأن الأحداث الماضية يجب أن تتكرر في المستقبل.

الأيام والأعوام كانت بمثابة كائنات حية بالنسبة لهم، وكل منها له قوة خاصة إما إيجابية أو سلبية، فينوس كان الإله الأعظم من الناحية التدميرية، لهذا كان عليهم دائماً إبقاءه هادئاً بتقديم الأضحيات البشرية .. كما نعرف، فكل تلك الشعائر القاسية جداً بطبيعتها، لم تفدهم في شيء، فنهايتهم جاءت بكل الأحوال ..

طور سكان المايا لغة خاصة بهم وتمكنوا من إنشاء أهرامات عظيمة الحجم ومبان متعددة الطوابق، ومما تم اكتشافه أيضاً أنهم كانوا أول من لعب كرة القدم في التاريخ، المدن الرئيسية مثل كوبان، تيكال وكاراكول هُجرت بالكامل وابتلعتهن الغابات المحيطة.

عندما تعرف الإسبان على تلك الحضارة في القرن السادس عشر، كان المايا مجرد مجموعات صغيرة من البشر الذين كانوا دائمي الحديث عن حضارتهم التي ازدهرت بين الأعوام /200/ و /800/ ميلادية.
ما الذي أوصلهم إلى النهاية ؟؟

كان المايا يعتبرون أنفسهم أسياد العالم (على الأقل .. العالم المعروف لهم) لهذا فقد استغلوا مواردهم الطبيعية دون حساب .. احتفظ أفراد العائلة الحاكمة والطبقة العليا من المجتمع بحاجز يفصلهم عن بقية أفراد الشعب الفقير بالاعتماد على أساليب مختلفة منها الدين، حتى أفراد تلك الطبقة العليا كانوا مفرقين فيما بينهم وفي حالة عداء دائم .. كل هذا أدى إلى إهمال المصلحة العامة.

الزراعة كانت من أسس اقتصاد المايا في بيئة كانت مناسبة في البداية، فقاموا بالقضاء على الغابات المحيطة بمدنهم ليفسحوا المجال للزراعة، وتوسعوا في زراعتهم باستمرار، صعوبة المواصلات جعلت الوصول إلى بعض المناطق لجمع المحاصيل أمراً في غاية الصعوبة، فهم لم يعرفوا العجلات، ولم يستعملوا الحيوانات في الشحن .. ثم أنهم ركزوا في زراعتهم على محاصيل الذرة في اقتصاد معتمد على عامل واحد مشابه للاقتصاد المعتمد على النفط اليوم.

بسبب الاستخدام غير المتوازن للتربة والمياه .. ظهرت مشاكل لم تتمكن الطبقة الحاكمة من إيجاد حلول عملية لها، فلجأت للحلول الدينية والشعائرية كالأضحيات البشرية مما أدى إلى تفاقم المشكلات .. وبمرور الوقت أصبح الجفاف ومن ثم الأعاصير وتفشي الأمراض من الأمور دائمة الحدوث ومعها انتهت ثقة المواطنين بالحكام مما أدى إلى ثورتهم عليهم في مدن كثيرة.
وفي النهاية، هجر المواطنون تلك المدن تماماً .. وانتهت حضارة المايا ..
.............................................
منذ أكثر من ألف عام يقطن أمريكا الوسطى شعب قديم يطلق علية ((المايا)) كانوا يعيشون داخل إقطاعيات عبارة عن مدينة وعدد من القرى القريبة منها ومزارع وكان شعب ((المايا)) خبراء في رصد الكواكب والنجوم والفلك بصفة عامة، حيث اكتشفوا أن السنة الشمسية تتكون من 365 يوما ً . كما طوروا أساليبهم الخاصة للتقويم والحسابات الرياضية (التي تعتمد على الشرطة – والنقطة .) والكتابة بالصور، ويقال أن أبجديتهم كانت تتضمن ثمانمائة حرف.

شهدت إمبراطورية ((المايا)) القديمة ازدهار عمارة المدن . إذ قام المايا مدنا ً ضخمة وعلى أطرافها بنوا الأهرامات الهائلة. وهي تختلف عن أهرامات قدماء المصريين، وبأعلاها القصور والمعابد المزينة بطبقة بيضاء متألقة أو باللون الأحمر اللامع. وكان معظم شعب المايا يعيشون في أكواخ بسيطة تلاصق مزارعهم الصغيرة.

وكان المايا يقيمون للأصنام الطقوس (( الدينية )) الصاخبة كل عدة أشهر بأشراف الكهنة الذين يرتدون الأقنعة المخيفة. وقد كتبوا على شرائط طويلة ورقيقة من لب مدقوق من لحاء الأشجار، وقاموا بطيها فبدت وكأنها كتب ُ وجعلوا أغلفة لهذه الكتب من جلد النمر، وكانوا يكتبون بواسطة عيدان رفيعة في نهاياتها عدد من ريش الطيور، تــُغمس في ((طلاء)) مصنوع من عصارات بعض الأشجار. وكانت ((الأوراق)) تــُدهن من الناحيتين بطلاء أبيض رقيق حتى تكون صالحة لكتابة النقوش والأرقام على صفحاتها.

وكان معظم شعب المايا مزارعين، ينتجون المحاصيل اللازمة لطعامهم، مثل القمح والذرة ، كما كانوا يربون النحل للحصول على العسل، ويصطادون الحيوانات لأكل لحومها وأهتموا بزراعة أشجار الكاكاو لعمل ((الشوكلاتة)) والغريب انهم يستخدمون حبوب الكاكاو أيضا ً كنقود

دليل على وجود حضارة الماياال ميرادور: اعلنت مجموعة من علماء الآثار يرئسها الاميركي رئيتشارد هاسن انها عثرت في غواتيمالا على افريو يعود الى العام 300 قبل الميلاد يثبت ان حضارة المايا كانت في اوجها في فترة اقدم بكثير مما كان يعتقد الخبراء. وعثر على هذا الافريز الذي يبلغ طوله اربعة امتار وارتفاعه ثلاثة امتار في وسط ال ميرادور الاثري في قلب غابة بيتن على بعد 650 كلم عن عاصمة غواتيمالا.
 
وقد عرضه السبت هاسن ووزير الثقافة جيرونيمو لانسيريو. ويظهر في هذه المنحوتة ايكبالانك وهونابو ابنا بوبول فوه احد الآلهة التي كان يؤمن بها المايا وهما يسبحان في نهر بحضور "وحوش سماوية"، حسبما ذكر عالم الآثار الاميركي.

واضاف هاسن ان "القطعة تنتمي الى فن يليق بهندسة العمارة وتثبت ان المايا في هذه المرحلة لم يكونوا مزارعين فقط بل طوروا حضارة متقدمة في وقت اقدم مما كنا نعتقد". وتعود اقدم الاكتشافات المتعلقة بحضارة المايا في ال ميرادور الى الاعوام 200 او 150 قبل الميلاد، ومن بينها اهرام دانتا الذي يعد واحدا من اهم المعالم المعمارية في العالم.

يظهر فى هذه المنحوتة إيكبالانك وهونابو ابنا بوبول فوه، أحد الآلهة التى كان يؤمن بها المايا، وهما يسبحان فى نهر بحضور "وحوش سماوية"، حسبما ذكر عالم الآثار الأمريكى.
 
وأضاف هاسن أن "القطعة تنتمى إلى فن يليق بهندسة العمارة، وتثبت أن المايا فى هذه المرحلة لم يكونوا مزارعين فقط بل طوروا حضارة متقدمة فى وقت أقدم مما كنا نعتقد".

بعض الرسامين في المعبد الرئيس لمدينة بونامباك، في وسط شبه جزيرة اليوكاتان أنهوا قطعة بتكيف من الكاهن الملك تشان موان، إنها سلسلة من لوحات جصية جدارية تَصِفُ مائة وستة وعشرين صورة، وتشتمل على أمراء ونساء، وأطفال، وجنود وراقصين وموسيقيين مرسومين على بعض جدران المعبد، الصور تُمَثلُ معارك دموية بين محاربين وسجناء مختارين للتضحية بهم على أنهم قرابين للآلهة الباطلة، مراسم الطقوس والاحتفالات الدينية المتصفة بأشكال تقديم الأضاحي التي ما تتألف من ثَقْبِ ألسنتهم أو جُزءٍ أخر من جسدهم، سفك الدم هذا كان يقدم إلى الآلة المزعومة.

الصور الزيتية الجدارية في بونامياك واللوحات الجصية الجدارية هي في الحقيقة كتاب مفتوح يظهر الحضارة القديمة لشعب المايا.
كثير من الأمور الغامضة حول العادات والتقاليد في هذه الحضارة التي تطورت خلال عصور امتدت قُرابة ثلاثة آلاف سنة قد خلت ألغازها نتيجة اكتشاف اللوحات الجصية الجدارية في بونامباك، إنها حضارة وصلت إلى قمة قوتها بين سنتي مائتين وتسعمائة للميلاد، وبعدئذ مرت بعصر انحطاطٍ وأفول حتى اضمحلت بشكل كامل تقريبا سنة ألف وخمسمائة للميلاد قبل وصول المحتلين الإسبان.
 
هُجرت المدن وابتلعتها الأدغال ببطء مع ذلك لم يَختف الشعب الذي عاش فيها، لقد فضلوا أن ينتشروا في الإقليم المعروف حاليا بشبه جزيرة اليوكاتان في المكسيك المعاصرة، حيث التقاليد القديمة لشعب المايا ما تزال حاضرة.
 
عالم الآثار القديمة جون ليويد ستيفنس خلال مشاركته في بعثه إلى المكسيك عام ألف وثمانمائة وأربعين م، أمضى شهورًا وهو يقتفي أثار قصص وأزمنة خيالية حول شعب اختفى بشكل غامض ومدن حجبتها الغابة الاستوائية.

من المرجح أن رحلته في درجات الحرارة المتقده كانت في غاية الصعوبة والإرهاق وكانت في بعض الأوقات مثيرة، لكن ستيفنس كان متجهزاً ليقاسي كل أنواع المصاعب، كان قد أعجب في رحلاته السابقة، بالأهرامات المصرية والقرى الأثرية القديمة في إيطاليا والمعابد الإغريقية في أثينا.

وبينما كان يسير خارج الغابة أدرك فجأة أنه قد وصل إلى أرض مقطوعة الشجر حيث خرائب "يالينك" وهي مدينة مايانية قديمة ما زالت قائمة.

ستيفنس والرسام المهندس فريدرك كاثر وود، الذي رسم بعض الألوان المائية شاهدا المدينة، كان واضحاً أن رجالاً ذوي عقول هم من استطاعوا أن يخططوا هذه المدينة وأن أيدٍ خبيرة هي التي شيدتها، أيدٍ مثل يَدَيْ "لامات" وهو حرفي سنتخيله ساكناً في بالينك منذ أكثر من ألف سنة، وسوف يصحبنا في هذه الرحلة الافتراضية الخيالية بحثاً عن شهادةٍ أو دليلٍ على حضارة المايا.

في عصر قوتها أن بالنيك قد بلغت مساحتها أكثر من ستة أميال مربعة وربما بلغ عدد سكانها عشرات الآلاف أما أكثر المباني أهمية فتعود إلى المدة الواقعة بين ستمائة وثلاثين وسبعمائة للميلاد، وعندما حكم "كن باكال" وابنه "شان بلهوم" هذا القصر، وهو بيت الأسرة الملكية، كان قائماً في وسط المدينة على مسطح يبلغ ارتفاعه ثلاثة وثلاثين قدماً، كان القصر في الحقيقة مجرد صروح متعددة تتكئ على بعضها البعض وكان مؤلفاً من أقبية، حجرات وغرف لها سقوف منخفضة ومرتبة حول ساحة الدار النقوش ضئيلة البروز التي تزين الجدران ما تزال إلى يومنا هذا على الرغم من أن ألواناً كثيرةً مثل الأصفر والأخضر والأزرق قد بَهَتت بشكل كامل تقريباً.

بعض الصور أو الرموز المستديرة الشكل التي تتألف منها الكتابة المايانية، كانت محفورة على درجات الفناء الأوسط، بينما كانت ألواح الحجر الكثيرة على طول الجدران مزخرفة بصور السجناء، الذين كانوا ذوي مراتب رفيعة وذلك لأن ملابسهم كانت ملابس الأغنياء.
من الجانب الغربي للقصر يمكننا أن نحصل على نظرة شاملةٍ للمعبد الملكي المشتمل على الكلام المنقوش.

يمكننا أن نرى ذلك الاكتشاف الذي قام به عالم الآثار القديمة "ألبرتو رويز" داخل الهرم عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين، بطريقة إعادة البناء الافتراضية، على منبسط الدرج الأعلى اكتشف ألبرتو نفقاً عميقاً، اخترق الهرم، لقد كان ممراً طويلا صعبا يفضي إلى الأسفل كان النفق مسدوداً لقرون بأطنانٍ من التراب والحجارة.
 
بعد شهورٍ من الحفر استطاع ألبرتو رويز أن يجتاز النفق كله ووصل إلى حجرة سفلية حيث اكتشف تابوتاً حجرياً يحتوي على ضريح الملك "كن باكال" الذي عاش في بالينك عام سبعمائة للميلاد، منذ تشييدها وحتى اكتشافها كان يُعتقدُ أن أهرامات المايا كانت تستعمل فقط من أجل العبادة وليست أماكن للدفن.
 
احتوى التابوت جسد الملك أما صندوق الدفن المحفوظ الآن في متحف "علم الأجناس البشرية" في مدينة مكسيكو، فقد كان غنياً ومؤلفاً من تاج، وأقراط وأساور وخواتم وقناع كلها مصنوعة من الجواهر بالإضافة إلى ذلك كان هناك بعض الرؤوس المصنوعة من الجص، ربما تكون تماثيل رأسية للملك "باكال" نفسه على سطح التابوت كان يوجد لوح كلسي يزن ثمانية أطنان تقريباً وكان عليه نقش ضئيل البروز يصف مشهدا حُفر منذ قرون قبل ذلك.

وقد حاول العلماء أن يجدوا التفسير الصحيح للمشهد على مر السنين، يظهر الملك باكال جالساً داخل مبنى ليس من السهل تحديده، البعض خمن أن الشيء طائرة، أو سفينة فضاء، لقد حدد موضع جلوس الملك وكأنما كان يقود المركبة بيديه وقدميه بواسطة رافعات التحكم، وخلفه أشياء كأنها فوهات محرك نفاث ينبعث منها الدخان واللهب هل تعني الصورة أن شعب المايا كان حسن الاطلاع على تقنيات الطيران الحديثة؟

على اعتبار أن العلماء وجدوا هذه الفكرة بعيدة الاحتمال، لذا استبعدوا هذا النوع من التفسير، والنقش الضئيل البروز يعتقد أنه يصفُ الملك باكال وهو بين فكي أفعى رمزية بينما كن يُغادر الوجود الأرضي ليبدأ حياة جديدةً في العالم الواقع تحت سَطْحِ الأرض حسب معتقداتهم الأسطورية ومع ذلك فالغموض لم يُحَل لغزُه كلياً بالنسبة لكثير من علماء الآثار القديمة.

بالنسبة لسكان بالينك مثل "لامات" الشواهد التذكارية الأكثر أهميةً في المدينة هي تلك التي تُشكل الآن المجموعةَ المسماة بمجموعةِ الصليب إنها مؤلفة من ثلاثة أبنية مستطيلة الشكل يعلوها شكلُ ريشة خوذة إنها معابدُ مكرسة لعبادة آلهة المايا المزعومة وهذا الاسم الحديث أطلقه عليها المستكشفون الأوائل خطأ فقد أساؤوا فهم رمز السيبة وهي الشجرة الكونية الخرافية عند المايا فاعتقد المستكشفون أنها الصليب النصراني.

بالينك بأهراماتها المطلية باللون الأحمر والمحاطة بالنبات الاستوائي الأخضر القاتم، ذلك المنظر يعاد كلياً هذه الأيام بواسطة تقنية إعادة البناء الواقعي كان ارتفاع الهرم مائة قدم، كان مطلياً باللون الأحمر، لون الحياة عندهم، وكان مزخرفاً بالنقوش المجصصة التي تصور الملك باكال مع الإله "كابا" حامي الطبقة الحاكمة ، كل النقوش الضئيلة البروز في أبنية مدينة بالينك تدل على أن عبادة الآلهة عندهم كانت مرتبطة بالطبقة الاجتماعية التي انتمى إليها العابدون الضالون مثلا، الإله المزعوم "إك شواه" كان عندهم الإله الحامي للتجار.
حتى الألوان المستعملة في الصور كانت تَخَْضَع لقواعد دقيقة، فجلدُ الناس كان ملوناً بالأحمر والآلهة المزعومة كانت ملونةً بالأزرق، لون السماء، والحيوانات والنبات كانت بالأصفر.

كان مجتمع المايا مركباً مثل هرم يرأسه ملك يتوهمون أن لديه قوىً سماوية شبيهةً بتلك التي كانت عند الفراعنة القدماء، مباشرة بعد الملك يأتي الكهنة والأثرياء، عند قاعدة الهرم كان هناك بقية السكان من الفلاحين والحرفيين.

إذن كيف يمضي حرفي مثل "لامات" أيامه؟ يتناول بعض الخبز المسطح البوزول، وشراباً مصنوعاً من الحنطة أو الذرة للفطور، لابد أن حياة المدينة كانت هادئة، لم يكن هناك عربات في الشوارع المايا لم يعرفوا العجلات، كانت أسواق مدينتهم صغيرة ولم تجتذب سوى قلة من الناس، لأنه يبدو أن السكان كانوا يملكون بساتين فاكهتهم وحدائق خَضْرَوَاتهم الخاصة، ربما كنت ستسمع صوت ديكةٍ روميةٍ قليلة، ونداء الزبائن والحرفيين وهم يبيعون بضائعهم.

لكن هذه لم تكن حالة لامات الذي كان حِرْفيا مميزاً الأشياء التي كان يصنعها لم تكن تباع في الأسواق لأنها كانت تُصْنعُ بشكل جميل جداً من حجر، كان رمز القوة الذي كانت شعوب أميركا الوسطى والجنوبية تبحث عنه كان يعد المادة الأغلى الأثمن، وحدهم أفراد طبقة الأثرياء كانوا قادرين على شراء هذه المادة واستئجار حرفيين ماهرين لكي ينحتوا منها أشياء محببة.
كل حجارة اليشب كانت تأتي من الحقل الواقع في وادي نهر "موتاجوا" نفسه، هذا المعدن القاسي المتين كان صلباً جداً عند تصنيعه، لكن حرفين المايا مثل "لامات" نجحا في صناعة أعمال فنيةٍ منه.

من المرجح أن لامات قد ذهب إلى "تشيشن إيتزا إحدى أغنى مدن المايا في اليوكاتان، مرةً واحدةً في حياته على الأقل، قد يكون ذهب إلى هناك في رحلة طويلة وربما أثناء وجوده هناك باع بعضاً من أعماله الفنية إلى وجهاء المدينة.

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا صديقي على المعلومات لكن لم تذكر المرجع

    ردحذف